{ وأصلحنا له زوجه } بأن جعلناها ولوداً بعد أن صارت عقيماً { إنهم كانوا
يسارعون في الخيرات } يُبادرون في عمل الطَّاعات { ويدعوننا رغباً } في رحمتنا
{ ورهباً } من عذابنا { وكانوا لنا خاشعين } عابدين في تواضع.
{ والتي أحصنت } واذكر التي منعت { فرجها } من الحرام { فنفخنا فيها من
روحنا } أمرنا جبريل عليه السَّلام حتى نفخ في جيب درعها، والمعنى: أجرينا
فيها روح المسيح المخلوقة لنا { وجعلناها وابنها آية للعالمين } دلالةً لهم على
كمال قدرتنا، وكانت الآيةُ فيهما جميعاً واحدةً، لذلك وُحِّدت.
{ إنَّ هذه أمتكم } دينكم وملَّتكم { أمة واحدة } ملَّة واحدة وهي الإِسلام.
{ وتقطعوا أمرهم بينهم } اختلفوا في الدّين فصاروا فرقاً { كلٌّ إلينا راجعون }
فنجزيهم بأعمالهم.
{ فمن يعمل من الصالحات } الطَّاعات { وهو مؤمنٌ } مصدِّق بمحمَّدٍ عليه السَّلام
{ فلا كفران لسعيه } لا نُبطل عمله بل نُثيبه { وإنا له كاتبون } ما عمل حتى
نجازيه.
{ وحرام على قرية } يعني: قريةً كافرةً { أهلكناها } أهلكناها بعذاب الاستئصال أن
يرجعوا إلى الدُّنيا، و "لا" زائدةٌ في الآية، ومعنى "حرامٌ" عليهم أنَّهم ممنوعون
من ذلك؛ لأنَّ الله تعالى قضى على مَنْ أُهلك أن يبقى في البرزخ إلى يوم القيامة.
{ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج } من سدِّها { وهم من كلِّ حدب } نَشَز وتلٍّ
{ ينسلون } ينزلون مسرعين.