{ الذين إن مكناهم في الأرض } يعني: هذه الأمَّة إذا فتح الله عليهم الأرض
{ أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور }
أَيْ: آخر أمور الخلق ومصيرهم إليه، ثمَّ عزَّى نبيَّه فقال:
{ وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعادٌ وثمود }.
{ وقوم إبراهيم وقوم لوط }.
{ وأصحاب مدين وكُذِّب موسى فأمليت للكافرين } أَيْ: أمهلتهم { ثم أخذتهم }
عاقبتهم { فكيف كان نكير } إنكاري عليهم ما فعلوا بالعذاب.
{ فكأين من قرية } وكم من قريةٍ { أهلكناها وهي ظالمة } بالكفر { فهي خاوية }
ساقطةٌ { على عروشها } سقوفها { وبئر مُعَطَّلَةٍ } متروكةٍ بموت أهلها { وقصر
مشيد } رفيعٍ طويلٍ.
{ أفلم يسيروا في الأرض } يعني: كفَّار مكَّة { فينظروا } إلى مصارع الأمم
المكذبة، وهو قوله: { فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها }
فيتفكَّروا ويعتبروا، ثم ذكر أن الأبصار لا تعمى عن رؤية الآيات، ولكن القلوب
تعمى، فلا يتفكروا ولا يعتبروا.