التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
٥١
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٥٢
لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
٥٣
وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٥٤
وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
٥٥
-الحج

{ والذين سعوا في آياتنا } عملوا في إبطالها { معاجزين } مُقدِّرين أنَّهم يُعجزوننا ويفوتوننا.
{ وما أرسلنا من قبلك من رسول } وهو الذي يأتيه جبريل عليه السًّلام بالوحي عياناً { ولا نبيّ } وهو الذي تكون نبوَّته إلهاماً ومناماً { إلاَّ إذا تمنى } قرأ { ألقى الشيطان } في قراءته ما ليس ممَّا يقرأ، يعني: ما جرى على لسان النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قرأ سورة "والنجم" في مجلس من قريش، فلما بلغ قوله تعالى:
{ { ومناة الثَّالثة الأخرى } جرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى ثمَّ نبَّهه جبريل عليه السَّلام على ذلك، فرجع وأخبرهم أنَّ ذلك كان من جهة الشَّيطان، فذلك قوله: { فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثمَّ يحكم الله آياته } يُبيِّنها حتى لا يجد أحدٌ سبيلاً إلى إبطالها { والله عليم } بما أوحى إلى نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم { حكيم } في خلقه، ثمَّ ذكر أنَّ ذلك ليفتن الله به قوماً، فقال:
{ ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة } ضلالةً { للذين في قلوبهم مرض } وهم أهل النِّفاق { والقاسية قلوبهم } المشركين { وإنَّ الظالمين } الكافرين { لفي شقاق بعيد } خلافٍ طويلٍ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
{ وليعلم الذين أوتوا العلم } التَّوحيد والقرآن { أنه الحق } أَيْ: الذي أحكم الله سبحانه من آيات القرآن، وهو الحقُّ { فتخبت له قلوبهم } فتخشع.
{ ولا يزال الذين كفروا في مرية } في شكٍّ { منه } ممَّا أُلقي على لسان الرَّسول صلى الله عليه وسلم { حتى تأتيهم الساعة } القيامة { بغتة } فجأة { أو يأتيهم عذاب يوم عقيم } يعين: يوم بدرٍ، وكان عقيماً عن أني كون للكافرين فيه فرحٌ أو راحةٌ، والعقيم معناه: التي لا تلد.