التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
١٩
وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٢٠
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢١
وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٢٢
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٢٣
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٢٤
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ
٢٥
ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
٢٦
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
٢٧
فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
٢٨
لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ
٢٩
قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
٣٠
-النور

{ إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة } يفشوَ الزِّنا { في الذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ } وهم المنافقون كانوا يشيعون هذا الكذب، ويطلبون العيب للمؤمنين، وأن يكثر فيهم الزِّنا.
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته } لعجَّل لكم الذي تستحقُّونه من العقوبة.
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى } ما صلح وطهر من هذا الذَّنب أحد { منكم } يعني: من الذين خاضوا فيه { ولكنَّ الله يزكي مَنْ يشاء } يُطهِّر مَنْ يشاء من الإِثم والذَّنب بالرَّحمة والمغفرة.
{ ولا يأتل } ولا يحلف { أولو الفضل منكم والسعة } يعني أبا بكر الصديق رضي الله عنه { أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله } يعني: مسطحاً، وكان مسكيناً مهاجراً وكان ابن خالة أبي بكر، وكان قد حلف أن لا ينفق عليه ولا يُؤتيه شيئاً. { وليعفوا وليصفحوا } عنهم لخوضهم في حديث عائشة { ألا تحبون أن يغفر الله لكم } فلمَّا نزلت هذه الآية قال أبو بكر الصديق: بلى، أنا أحبُّ أن يغفر الله لي، ورَجَع إلى مسطح بنفقته التي كان ينفق عليه.
{ إنَّ الذين يرمون المحصنات الغافلات } عن الفواحش، كغفلة عائشة رضي الله عنها عمَّا قذفت به { لعنوا } عُذِّبوا { في الدنيا } بالجلد { و } في { الآخرة } بالنَّار.
{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } وقوله:
{ يوفيهم الله دينهم الحق } أي: جزاءهم الواجب { ويعلمون أنَّ الله هو الحق المبين } لأنَّه قد بيَّن لهم حقيقة ما كان يعدهم به في الدُّنيا.
{ الخبيثات } من القول. وقيل: من النِّساء { للخبيثين } من الرِّجال { والخبيثون } من النَّاس { للخبيثات } من القول. وقيل: من النِّساء { والطيبات } من القول.
وقيل: من النِّساء { للطيبين } من النَّاس { والطيبون } من النَّاس { للطيبات } من القول. وقيل: من النَّاس. { أولئك } يعني: عائشة وصفوان { مبرَّؤون مما يقولون } يقوله أهل الخبث والقاذفون.
{ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا } تستأذنوا { وتسلموا على أهلها } وهو أن يقول: السَّلام عليكم، أَأَدخلُ؟
{ فإن لم تجدوا فيها } في البيوت { أحداً } يأذن لكم في دخولها { فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا } انصرفوا { فارجعوا } ولا تقفوا على أبوابهم { هو } أي: الرُّجوع { أزكى لكم } أطهر لكم وأصلح، فلمَّا نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في الطَّريق ليس فيها ساكن؟ فأنزل الله سبحانه:
{ ليس علكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة } بغير استئذانٍ { فيها متاع } منفعةٌ { لكم } في قضاء حاجةٍ، أو نزولٍ وغيره.
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } يكفُّوها عن النَّظر إلى ما لا يحلُّ { ويحفظوا فروجهم } عن مَنْ لا يحلُّ. وقيل: يستروها حتى لا تظهر.