{ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجنَّ } وذلك أنَّ المنافقين حلفوا أنَّهم
يخرجون إلى حيث يأمرهم الرَّسول صلى الله عليه وسلم للغزو والجهاد، فقال الله تعالى: { قل
لا تقسموا طاعة معروفة } خيرٌ وأمثلُ من يمينٍ تحنثون فيها.
{ قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمَّل } من تبليغ الرِّسالة
{ وعليكم ما حملتم } من طاعته. الآية.
{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الأرض } ليورثنَّهم
أرض الكفَّار من العرب والعجم { كما استخلف الذين من قبلهم } يعني: بني
إسرائيل { وليمكنَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } حتى يتمكَّنوا منه من غير خوفٍ
{ وليبدلنَّهم من بعد خوفهم } من العدوِّ { أمناً } لا يخافون معه العدوَّ { ومن كفر }
بهذه النِّعمة فعصى الله ورسوله، وسفك الدِّماء { فأولئك هم الفاسقون } فكان أوَّل
[مَنْ كفر] بهذه النِّعمة بعد ما أنجز الله وعده الذين قتلوا عثمان بن عفان رضي الله
عنه، فعادوا في الخوف، وظهر الشَّرُّ والخلاف.