{ ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله } يعني: شهداء أُحدٍ { أمواتاً بل أحياء } بل
هم أحياءٌ { عند ربهم } في دار كرامته؛ لأنَّ أرواحهم في أجواف طيرٍ خضرٍ.
{ يرزقون } يأكلون.
{ فرحين } مسرورين { بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم
من خلفهم } ويفرحون بإخوانهم الذين فارقوهم يرجون لهم الشَّهادة، فينالون مثلَ
ما نالوا { ألاَّ خوفٌ عليهم } أَيْ: بأن لا خوفٌ عليهم. يعني: على إخوانهم
المؤمنين إذا لحقوا بهم.
{ الذين استجابوا لله والرسول } أجابوهما { من بعد ما أصابهم القرح } أَيْ:
الجراحات { للذين أحسنوا منهم } بطاعة الرَّسول واتَّقوا مخالفته { أجر عظيم }
نزلت في الذين أطاعوا الرَّسول حين ندبهم للخروج في طلب أبي سفيان يوم
أُحدٍ لمَّا همَّ أبو سفيان بالانصراف إلى محمَّدٍ عليه السَّلام وأصحابه
ليستأصلوهم.