التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ
١٤
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ
١٥
-سبأ

{ فلما قضينا عليه الموت ما دلَّهم... } الآية. كان سليمان عليه السَّلام يقول: اللَّهم عمِّ على الجنِّ موتي؛ ليعلم الإِنس أنَّ الجنَّ لا يعلمون الغيب، فمات سليمان عليه السَّلام مُتوكِّئاً على عصاه سنةً، ولم تعلم الجنُّ ذلك حتى أكلت الأرضةُ عصاه، فسقط ميِّتاً، وهو قوله: { ما دلَّهم على موته إلاَّ دابَّةُ الأرض تأكل منسأته } عصاه { فلما خرَّ } سقط { تبينت الجن } علمت { أنْ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا } بعد موت سليمان { في العذاب المهين } فيما سخَّرهم فيه سليمان عليه السَّلام واستعملهم.
{ لقد كان لسبأ } وهو اسم قبيلةٍ { في مسكنهم } باليمن { آية } دلالةٌ على قدرتنا { جنتان } أَيْ: هي جنَّتان { عن يمين وشمال } بستانٌ يمنةً، وبستانٌ يسرةً، وقيل لهم: { كلوا من رزق ربكم واشكروا له } على ما أنعم عليكم { بلدة طيبة } أَيْ: بلدتكم بلدةٌ طيِّبةٌ ليست بسبخةٍ { و } الله { ربٌّ غفور } والمعنى: تمتَّعوا ببلدتكم الطَّيِّبة واعبدوا ربَّاً يغفر ذنوبكم.