{ولقد صدَّق عليهم إبليس ظنَّه} الذي ظنَّ بهم من إغوائهم {فاتبعوه إلاَّ فريقاً من
المؤمنين} أَيْ: وجدهم كما ظنَّ بهم إلاَّ المؤمنين.
{وما كان لهم عليهم من سلطان} من حجَّةٍ يستتبعهم بها {إلاَّ لنعلم} المعنى: لكن
امتحانهم بإبليس لنعلم {مَنْ يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك} عُلِمَ وقوعه
منه.
{قل} يا محمد لمشركي قومك: {ادعوا الذين زعمتهم} أنَّهم آلهةٌ {من دون الله}
وهذا أمرُ تهديدٍ، ثمَّ وصفهم فقال: {لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في
الأرض وما لهم فيهما} في السَّموات ولا في الأرض {من شرك} شركةٍ {وما
له} لله {منهم من ظهير} عونٍ. يريد: لم يُعنِ اللَّهَ على خلق السَّموات والأرض
آلهتُهم، فكيف يكونون شركاء له؟ ثمَّ أبطل قولهم أنَّهم شفعاؤنا عند الله فقال:
{ولا تنفع الشفاعة عنده إلاَّ لمن أذن له} أَيْ: أذن الله له أن يشفع {حتى إذا
فزّع} أذهب الفزع {عن قلوبهم} يعني: كشف الفزع عن قلوب المشركين بعد
الموت إقامةً للحجَّة عليهم وتقول لهم الملائكة: {ماذا قال ربكم}؟ فيما أوحى
إلى أنبيائه {قالوا الحق} فأقرُّوا حين لا ينفعهم الإِقرار.