{ تنزيل الكتاب } ابتداءٌ، وخبرُه قوله: { من الله العزيز الحكيم }. وقوله:
{ مخلصاً له الدين } أَيْ: الطَّاعة، والمعنى: اعبده مُوحِّداً لا إله إلاَّ هو.
{ ألا لله الدين الخالص } أَيْ: الطَّاعة لا يستحقُّها إلاَّ الله تعالى، ثمَّ ذكر الذين
يعبدون غيره فقال: { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم } أَيْ: ويقولون:
{ ما نعبدهم إلاَّ ليُقَرِّبونا إلى الله زلفى } أَيْ: قربى { إنَّ الله يحكم بينهم فيما هم
فيه يختلفون } من أمر الدِّين، ثمَّ ذكر أنَّه لا يهدي هؤلاء، فقال: { إنَّ الله لا يهدي
مَنْ هو كاذب } في إضافة الولد إلى الله تعالى { كَفّار } يكفر نعمته بعبادة غيره،
ثمَّ ذكر براءته عن الولد فقال:
{ لو أراد الله أن يتخذ ولداً } كما يزعم هؤلاء { لاصطفى } لاختار { ممَّا يخلق
ما يشاء سبحانه } تنزيهاً له عن الولد. وقوله:
{ ويكور الليل على النهار } أَيْ: يدخل أحدهما على الآخر.
{ خلقكم من نفس واحدة } يعني: آدم عليه السَّلام { ثمَّ جعل منها زوجها } حوَّاء
{ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } مشروحٌ في سورة الأنعام، وقوله:
{ خلقاً من بعد خلق } أَيْ: نطفةً، ثمَّ علقةً، ثمَّ مضغةً { في ظلمات ثلاث } ظلمة
البطن، وظلمة الرَّحم، وظلمة المشيمة { فأنى تُصرفون } عن عبادته إلى عبادة
غيره بعد هذا اليبان! وقوله:
{ ولا يرضى لعباده الكفر } أَيْ: المؤمنين المخلصين منهم، كقوله: { عيناً يشرب
بها عباد الله }. { وإن تشكروا } أَيْ: إن تطيعوا ربَّكم { يرضه لكم } يرض الشُّكر
لكم ويُثبكم عليه.