{يا أيها الناس} يا أهل مكَّة {اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة} آدم
{وخلق منها زوجها} حوَّاء. خُلقت من ضلع من أضلاعه {وبث} أَيْ: فرَّق
ونشر {منهما}، {واتقوا الله} أَيْ: خافوه وأطيعوه {الذي تساءلون به} أَيْ:
تتساءلون فيما بينكم حوائجكم وحقوقكم به، وتقولون: أسألك بالله، وأنشدك
الله، وقوله: {والأرحام} أيْ: واتَّقوا الأرحام أن تقطعوها {إنَّ الله كان عليكم
رقيباً} أَيْ: حافظاً يرقب عليكم أعمالكم، فاتَّقوه فيما أمركم به ونهاكم عنه.
{وآتوا اليتامى أموالهم} الخطاب للأولياء والأوصياء، أَيْ: أعطوهم أموالهم إذا
بلغوا {ولا تتبدلوا الخبيث} من أموالهم الحرام [عليكم] {بالطيب} الحلال من
مالكم، وهو أنَّه كان وليُّ اليتيم يأخذ الجيد من ماله، ويجعل مكانه الرَّديء {ولا
تأكلوا أموالهم إلى أموالكم} لا تضيفوها في الأكل إلى أموالكم إذا احتجتم إليها
{إنَّه} أَيْ: إنَّ أكل أموالهم {كان حوباً كبيراً} أيْ: إثماً كبيراً.