{ ثم استوى } قصد وعمد { إلى } خلق { السماء وهي دخان } بخارٌ مرتفعٌ عن
الماء { فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً } بما خلقت فيكما من المنافع،
وأَخْرِجاها لمنافع خلقي. قال للسَّموات: أطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وقال
للأرض: أخرجي ماءك وثمارك طائعةً أو كارهةً، ففعلتا ما أمرهما طوعاً، وهو
قوله: { قالتا أتينا طائعين }.
{ فقضاهن } صنعهنَّ وأحكمهنَّ { سبع سموات في يومين وأوحى في كلِّ سماءٍ
أمرها } أوحى في أهل كلِّ سماءٍ بما أراد من الأمر والنَّهي. وقوله: { وحفظاً }
أَيْ: حفظناها من استماع الشَّياطين بالكواكب حفظاً.
{ فإن أعرضوا } عن الإِيمان بعد هذا البيان { فقل أنذرتكم } خوَّفتكم { صاعقة }
مهلكةً تنزل بكم كما نزلت بمن قبلكم { إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم } أتت
الرُّسل إيَّاهم ومَنْ كان قبلهم { ومن خلفهم } ومن بعد الرُّسل الذين أُرسلوا إلى
آبائهم جاءتهم الرُّسل أنفسهم.