{ كذلك } أَيْ: الأمر كما وصفنا { وأورثناها } أعطيناها { قوماً آخرين } يعني:
بني إسرائيل.
{ فما بكت عليهم السماء والأرض } لأنَّهم ماتوا كفَّاراً، والمؤمن يبكي عليه مصعد
عمله، ومُصلاَّه من الأرض. { وما كانوا منظرين } مؤخَّرين حين أخذناهم
بالعذاب.
{ ولقد نجينا بني إسرائيل } بإهلاك فرعون وقومه { من العذاب المهين } يعني:
قتل الأبناء واستخدام النِّساء.
{ من فرعون إنه كان عالياً } مستكبراً مُتعظِّماً { من المسرفين } الكافرين
المُتجاوزين حدِّهم.
{ ولقد اخترناهم } بني إسرائيل { على علمٍ } منَّا بهم { على العالمين } عالمي
زمانهم.
{ وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين } نعمةٌ ظاهرةٌ من فلق البحر، وإنزال المنِّ
والسَّلوى.
{ إنَّ هؤلاء } أَيْ: مشركي مكَّة { ليقولون إن هي إلاَّ موتتنا الأولى } أَيْ: ليس إلاَّ الموت ولا نشر بعده، وهو قوله: { وما
نحن بمنشرين }.
{ فأتوا بآبائنا } الذين ماتوا { إن كنتم صادقين } أنَّا نُبعث بعد الموت.
{ أهم خير } أَيْ: أقوى وأشدُّ { أم قوم تبع } الحِميريِّ { والذين من قبلهم } من
الكفَّار { أهلكناهم }.
{ وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين } ونحن نلعب في خلقهما، أَيْ:
إنَّما خلقناهما لأمرٍ عظيم، وهو قوله: { ما خلقناهما إلاَّ بالحق } أَيْ: لإقامة
الحقِّ وإظهاره من توحيد الله وإلزام طاعته.
{ إنَّ يوم الفصل } وهو يوم القيامة، يفصل الله تعالى فيه بين العباد { ميقاتهم }
الذي وقَّتنا لعذابهم { أجمعين }.
{ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً } قريبٌ عن قريبٍ { ولا هم ينصرون } يُمنعون
من عذاب الله.