التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ
٢٨
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ
٢٩
وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ
٣٠
مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ
٣١
وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٣٢
وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ
٣٣
إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ
٣٤
إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ
٣٥
فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٣٦
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
٣٧
وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ
٣٨
مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
٣٩
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
٤٠
يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
٤١
-الدخان

{ كذلك } أَيْ: الأمر كما وصفنا { وأورثناها } أعطيناها { قوماً آخرين } يعني: بني إسرائيل.
{ فما بكت عليهم السماء والأرض } لأنَّهم ماتوا كفَّاراً، والمؤمن يبكي عليه مصعد عمله، ومُصلاَّه من الأرض. { وما كانوا منظرين } مؤخَّرين حين أخذناهم بالعذاب.
{ ولقد نجينا بني إسرائيل } بإهلاك فرعون وقومه { من العذاب المهين } يعني: قتل الأبناء واستخدام النِّساء.
{ من فرعون إنه كان عالياً } مستكبراً مُتعظِّماً { من المسرفين } الكافرين المُتجاوزين حدِّهم.
{ ولقد اخترناهم } بني إسرائيل { على علمٍ } منَّا بهم { على العالمين } عالمي زمانهم.
{ وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين } نعمةٌ ظاهرةٌ من فلق البحر، وإنزال المنِّ والسَّلوى.
{ إنَّ هؤلاء } أَيْ: مشركي مكَّة { ليقولون إن هي إلاَّ موتتنا الأولى } أَيْ: ليس إلاَّ الموت ولا نشر بعده، وهو قوله: { وما نحن بمنشرين }.
{ فأتوا بآبائنا } الذين ماتوا { إن كنتم صادقين } أنَّا نُبعث بعد الموت.
{ أهم خير } أَيْ: أقوى وأشدُّ { أم قوم تبع } الحِميريِّ { والذين من قبلهم } من الكفَّار { أهلكناهم }.
{ وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين } ونحن نلعب في خلقهما، أَيْ: إنَّما خلقناهما لأمرٍ عظيم، وهو قوله: { ما خلقناهما إلاَّ بالحق } أَيْ: لإقامة الحقِّ وإظهاره من توحيد الله وإلزام طاعته.
{ إنَّ يوم الفصل } وهو يوم القيامة، يفصل الله تعالى فيه بين العباد { ميقاتهم } الذي وقَّتنا لعذابهم { أجمعين }.
{ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً } قريبٌ عن قريبٍ { ولا هم ينصرون } يُمنعون من عذاب الله.