التفاسير

< >
عرض

بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ
٩
فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ
١٠
يَغْشَى ٱلنَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
١١
رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ
١٢
أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ
١٣
ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ
١٤
إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ
١٥
يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ
١٦
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ
١٧
أَنْ أَدُّوۤاْ إِلَيَّ عِبَادَ ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٨
وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
١٩
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ
٢٠
وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ
٢١
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ
٢٢
-الدخان

{ بل هم في شك } من البعث والنَّشر { يلعبون } مُشتغلين بالدُّنيا.
{ فارتقب } فانتظر { يوم تأتي السماء بدخان مبين } وذلك حين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه بالقحط، فمنع المطر، وأجدبت الأرض، وانجرَّت الآفاق، وصار بين السَّماء والأرض كالدُّخان.
{ يغشى الناس } ذلك الدخان وهم يقولون { هذا عذاب أليم }.
{ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } مُصدِّقون بنبيِّك. قال الله تعالى:
{ أنى لهم الذكرى } من أين لهم التَّذكُّر والاتِّعاظ، { و } حالهم أنَّهم { قد جاءهم رسول مبين } يبيِّن لهم أحكام الدِّين. يعني: محمَّداً صلى الله عليه وسلم.
{ ثمَّ تولوا } أعرضوا { عنه وقالوا معلَّم } أَيْ: إنَّه معلَّم يُعلِّمه ما يأتي به بشر.
{ إنا كاشفو العذاب قليلاً } أَيْ: يكشف عنكم عذاب الجوع في الدُّنيا، ثمَّ تعودون في العذاب، وهو قوله: { إنكم عائدون }.
{ يوم نبطش البطشة الكبرى } أَيْ: يوم القيامة. وقيل: يوم بدرٍ.
{ ولقد فتنا } بلونا { قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم } على الله تعالى: يعني: موسى عليه السَّلام.
{ أن أدوا إليَّ عباد الله } أَيْ: سلِّموهم إليَّ ولا تُعذِّبوهم، يعني: بني إسرائيل، كما قال:
{ { فأرسل معنا بني إسرائيل } { إني لكم رسول أمين } على وحي الله عزَّ وجلَّ.
{ وأن لا تعلوا على الله } لا تعصوه ولا تخالفوا أمره { إني آتيكم بسلطان مبين } بحجَّةٍ واضحةٍ تدلُّ على أنَّني نبيٌّ.
{ وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون } أَن تقتلون، وذلك أنَّهم توعَّدوه بالقتل.
{ وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } أَيْ: لا تكونوا عليَّ [ولا لي]، وخلُّوا عني.
{ فدعا ربَّه أنَّ } أَيْ: بأنَّ { هؤلاء } [أَيْ: يا ربِّ هؤلاء] { قوم مجرمون } مُشركون.