{ورزقناهم من الطيبات} أَيْ: المنِّ والسَّلوى.
{وآتيناهم بينات من الأمر} يعني: أحكام التَّوراة، وبيان أمر النبيِّ عليه السَّلام
{فما اختلفوا} في نبوَّته {إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم} يعني: ما علموه من
شأنه. {بغياً بينهم} حسداً منهم له.
{ثم جعلناك على شريعة} مذهبٍ وملَّةٍ {من الأمر} من الدِّين {فاتبعها ولا تتبع
أهواء الذين لا يعلمون} مراد الكافرين.
{إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً} لن يدفعوا عنك عذاب الله إن اتَّبعت أهواءهم.
{هذا} إشارةٌ إلى القرآن {بصائر} معالم {للناس} في الحدود والأحكام
يبصرون بها.
{أم حسب الذين اجترحوا السيئات} اكتسبوا الكفر والمعاصي {أن نجعلهم
كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم} مُستوياً حياتهم وموتهم،
أَيْ: المؤمنُ مؤمنٌ حياً وميتاً، والكافر كافرٌ حياً وميتاً، فلا يستويان {ساء
ما يحكمون} بئس ما يقضون إذ حسبوا أنَّهم كالمؤمنين، نزلت هذه الآية حين قال
المشركون: لئن كان ما تقولون حقاً لنفضلنَّ عليكم في الآخرة، كما فضلنا عليكم
في الدُّنيا.