{ قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً } أَيْ: عذَّبني على افترائي
لم تملكوا دفعه، وإذا كنتم كذلك لم أفتر على الله من أجلكم { هو أعلم بما
تفيضون فيه } تخوضون فيه من الإفك. { وهو الغفور } لمَنْ تاب { الرحيم } به.
{ قل ما كنت بدعاً } بديعاً { من الرسل } أَيْ: لستُ بأوَّل مرسل فتنكروا نبوَّتي،
{ وما أدري ما يفعل بي } إلى إيش يصير أمري معكم، أتقتلونني أم تخرجونني
{ ولا بكم } أَتُعذِّبون بالخسف أم الحجارة، والمعنى: ما أدري إلى ماذا يصير
أمري وأمركم في الدُّنيا.
{ قل أرأيتم إن كان } القرآن { من عند الله وكفرتم به وشهد شاهدٌ من بني
إسرائيل } يعني: عبد الله بن سلام { على مثله } على مثل ما شهد عليه القرآن من
تصديق محمَّد عليه السَّلام { فآمن } ذلك الرَّجل { واستكبرتم } عن الإيمان.
{ وقال الذين كفروا } من اليهود: { لو كان } دين محمَّدٍ { خيراً ما سبقونا إليه }
يعنون: عبد الله بن سلام وأصحابه { وإذ لم يهتدوا به } بالقرآن كما اهتدى به أهل
الإيمان { فسيقولون هذا إفكٌ قديم } كما قالوا: أساطير الأوَّلين.
{ ومن قبله } ومن قبل القرآن { كتاب موسى } التَّوراة { إماماً ورحمة وهذا كتاب }
أَيْ: القرآن { مصدق } أَيْ: مصدِّقٌ لما بين يديه لما تقدَّم من الكتب { لساناً
عربياً } نصب على الحال.