{ فترى الذين في قلوبهم مرض } يعني: عبد الله بن أُبيٍّ وأصحابه { يسارعون
فيهم } في مودَّة أهل الكتاب ومعاونتهم على المسلمين بإلقاء أخبارهم إليهم
{ يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة } أَيْ: يدور الأمر عن حاله التي يكون عليها.
يعنون: الجدب فتنقطع عنا الميرة والقرض { فعسى الله أن يأتي بالفتح } يعني:
لمحمدٍ على جميع مَنْ خالفه { أو أمرٍ من عنده } بقتل المنافقين، وهتك سترهم
{ فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم } يعني: أهل النِّفاق على ما أضمروا من
ولاية اليهود، ودسِّ الأخبار إليهم { نادمين }.
{ ويقول الذين آمنوا } المؤمنون إذا هتك الله ستر المنافقين: { أهؤلاء } يعنون:
المنافقين { الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم } حلفوا بأغلظ الأيمان { إنهم لمعكم }
إنَّهم مؤمنون وأعوانكم على مَنْ خالفكم { حبطت أعمالهم } بطل كلُّ خيرٍ عملوه
بكفرهم { فأصبحوا خاسرين } صاروا إلى النَّار، وورث المؤمنون منازلهم من
الجنَّة.
{ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه } علم الله تعالى أنَّ قوماً يرجعون عن
الإِسلام بعد موت نبيِّهم صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم تعالى أنَّه سـ { يأتي اللَّهُ بقوم يحبهم
ويحبونه } وهم أبو بكر رضي الله عنه وأصحابه الذين قاتلوا أهل الرِّدة { أذلة على
المؤمنين } كالولد لوالده، والعبد لسيِّده { أعزة على الكافرين } غلاظٍ عليهم،
كالسَّبع على فريسته { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } كالمنافقين
الذين كانوا يرقبون الكافرين، ويخافون لومهم في نصرة الدِّين { ذلك فضل الله }
أَيْ: محبَّتهم لله عزَّ وجلَّ، ولين جانبهم للمسلمين، وشدَّتهم على الكفَّار بفضلٍ
من الله عليهم.