{ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا } تخرجوا { من أقطار السموات
والأرض } نواحيها هاربين من الموت { فانفذوا } فاخرجوا { لا تنفذون إلاَّ
بسلطان } أَيْ: حيث ما كنتم شاهدتم حجَّة الله وسلطاناً يدلُّ على أنَّه واحد.
{ يرسل عليكما شُوَاطٌ من نار } وهو اللَّهب الذي لا دخان له { ونحاس } وهو
الدخان [الذي لا لهب له] أَيْ: يُرسل هذا مرَّةً وهذا مرَّةً، وهو في يوم القيامة
يُحاط على الخلق بلسانٍ من نارٍ { فلا تنتصران } أَيْ: تمتنعان.
{ فإذا انشقت السماء } انفرجت أبواباً لنزول الملائكة { فكانت وردة } في اختلاف
ألوانها كالدُّهن واختلاف ألوانه.
{ فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه } سؤالَ استفهامٍ، ولكن يُسألون سؤالَ تقريعٍ وتوبيخٍ.
{ يعرف المجرمون بسيماهم } بعلامتهم، وهي سواد الوجوه، وزرقة العيون { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } تضمُّ نواصيهم إلى أقدامهم، ويُلقون في النَّار،
والنَّواصي: جمع النَّاصية، وهو شعر الجبهة، ثم يقال لهم:
{ هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون }.