{ وما لكم ألاَّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض } أَيْ: أَيُّ شيءٍ
لكم في ترك الإِنفاق في طاعة الله وأنتم ميِّتون تاركون أموالكم، ثمَّ بيَّن فضل
السَّابقين في الإنفاق والجهاد، فقال: { لا يستوي منكم مَنْ أنفق من قبل الفتح }
يعني: فتح مكَّة { وقاتل } جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أعداء الله. { أولئك أعظم
درجة } [يعني: عند الله] { من الذين أنفقوا من بعد } الفتح { وقاتلوا وكلاً } من
الفريقين { وعد الله الحسنى } الجنَّة.
{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } ذُكر تفسيره في سورة البقرة.
{ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } وهو يوم القيامة { يسعى نورهم } على الصِّراط
{ بين أيديهم وبأيمانهم } وتقول لهم الملائكة: { بشراكم اليوم جنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم }.
{ يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظروا نقتبس من نوركم } انتظرونا
وقفوا لنا نستضىء بنوركم { قيل } لهم { ارجعوا وراءكم } من حيث جئتم
{ فالتمسوا نوراً } فلا نور لكم عندنا { فضرب بينهم } بين المؤمنين والمنافقين.
{ بسور } وهو حاجزٌ بين الجنَّة والنَّار. قيل: هو سور الأعراف { له باب } في
ذلك السُّور بابٌ { باطنه فيه الرحمة } لأنَّ ذلك الباب يُفضي إلى الجنَّة { وظاهره
من قبله } أَيْ: من قبل ذلك الظَّاهر { العذاب } وهو النَّار.
{ ينادونهم } ينادي المنافقون المؤمنين: { ألم نكن معكم } في الدُّنيا نناكحكم
ونوارثكم { قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم } آثمتموها بالنِّفاق { وتربصتم } بمحمدَّ عليه السَّلام الموت { وارتبتم } شككتم في الإيمان{ وغرَّتكم الأمانيّ }
ما كنتم تمنَّون من نزول الدَّوابر بالمؤمنين { حتى جاء أمر لله } الموت { وغرَّكم
بالله } أَيْ: بحلمه وإمهاله { الغرور } الشَّيطان.
{ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية } بدلٌ { ولا من الذين كفروا } وهم المشركون
{ مأواكم النار } منزلكم النَّار { هي مولاكم } أولى بكم { وبئس المصير } هي.