{يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له} كاذبين ما كانوا مشركين {كما يحلفون
لكم} كاذبين {ويحسبون أنهم على شيء} من نفاقهم، يأتونكم بوجهٍ، ويأتون
الكفَّار بوجهٍ، ويظنُّون أنَّهم يسلمون فيما بينكم وبينهم {ألا إنهم هم الكاذبون}.
{استحوذ عليهم الشيطان} أي: استولى عليهم.
{إنَّ الذين يحادون الله ورسوله} يخالفونهما. {أولئك في الأذلين} المغلوبين.
{كتب الله} قضى الله {لأغلبنَّ أنا ورسلي} إمَّا بالظفَّر والقهر، وإمَّا بظهور
الحجَّة.
{لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله...} الآية.
أخبر الله في هذه الآية أنَّ المؤمن لا يوالي الكافر وإنْ كان أباه، أو أخاه،
أو قريبه, وذلك أنَّ المؤمنين عادوا آباءَهم الكفَّار وعشائرهم وأقاربهم، فمدحهم
الله على ذلك فقال: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} أَيْ: أثبته {وأيديهم بروحٍ
منه} أيْ: بنور الإِيمان، وقيل: بالقرآن، ثمَّ وعدهم الإِدخال في الجنَّة فقال:
{ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه
أولئك حزب الله أَلاَ إنَّ حزب الله هم المفلحون}.