{ كمثل الذين من قبلهم } أي: المشركين، يقول: هم في تركهم الإيمان وغفلتهم
عن عذاب الله كالذين من قبلهم { قريباً ذاقوا وبال أمرهم } يعني: أهل بدرٍ ذاقوا
العذاب بمدَّةٍ قليلةٍ من قبل ما حلَّ بالنَّضير من الجلاء والنَّفي، وكان ذلك بعد
مرجعه من أُحدٍ، وقوله:
{ كمثل الشيطان } يعني: إنَّ المنافقين في نصرتهم لليهود كمثل الشَّيطان { إذ قال
للإِنسان اكفر } يعني: عابداً في بني إسرائيل فتنه الشَّيطان حتى كفر، ثمَّ خذله،
كذلك المنافقون منَّوا بني النَّضير نصرتهم ثمَّ خذلوهم وتبرَّؤوا منهم.
{ فكان عاقبتهما } عاقبة الشَّيطان والكافر { أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء
الظالمين }.
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } بأداء فرائضه واجتناب معاصيه { ولتنظر نفسٌ
ما قدَّمت لغد } يوم القيامة من طاعةٍ وعملٍ صالحٍ.
{ ولا تكونوا كالذين نسوا الله } تركوا طاعة اللَّه وأمره { فأنساهم أنفسهم } حظَّ
أنفسهم أن يُقدِّموا لها خيراً.