{ قد فرض الله لكم } أَيْ: بيَّن الله لكم { تحلَّة أيمانكم } ما تستحلُّ به المحلوف
عليه من الكفَّار. يعني: في سورة المائدة.
{ وإذ أسرَّ النبيُّ إلى بعض أزواجه } يعني: حفصة { حديثاً } تحريم الجارية وأمر
الخلافة { فلما نبأت به } أخبرت به عائشة رضوان الله عليهما وعلى أبيهما
{ وأظهره الله عليه } أطلع نبيَّه عليه السَّلام على إفشائها السِّرَّ { عرَّف بعضه } أخبر
حفصه ببعض ما قالت لعائشة { وأعرض عن بعض } فلم يُعرِّفها إيَّأه على وجه
التَّكرُّم والإِغضاء { فلما نبأها به } أخبر حفصة بما فعلت { قالت من أنبأك هذا }
من أخبرك بما فعلت؟ { قال نبأني العليم الخبير }.
{ إن تتوبا إلى الله } يعني: عائشة وحفصة { فقد صغت قلوبكما } عدلت وزاغت
عن الحقِّ، وذلك أنَّهما أحبَّتا ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجتناب جاريته { وإن
تظاهرا عليه } تتعاعونا على أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم { فإنَّ الله هو مولاه } وليُّه وحافظه
فلا يضرُّه تظاهُرُكُما عليه وقوله: { وصالح المؤمنين } قيل: أبو بكر وعمر
رضي الله عنهما، وهو تفسير النبيِّ صلى الله عليه وسلم { والملائكة بعد ذلك ظهير } أَيْ:
الملائكة بعد هؤلاء أعوانٌ.