{ أَوَلَم يتفكروا } فيعلموا { ما بصاحبهم } محمَّدٍ { من جنة } من جنونٍ.
{ أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض } ليستدلُّوا بها على توحيد الله،
وفسَّرنا ملكوت السَّموات والأرضِ في سورة الأنعام { وما خلق الله من شيء }
وفيما خلق الله من الأشياء كلها { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } وفي أنْ
لعلَّ آجالهم قريبة، فيهلكوا على الكفر، ويصيروا إلى النَّار { فبأيِّ حديث بعده
يؤمنون } فبأيِّ قرآنٍ غير ما جاء به محمَّد يُصدِّقون؟ يعني: إنَّه خاتم الرُّسل، ولا
وحي بعده، ثمَّ ذكر علَّة إعراضهم عن الإِيمان، فقال:
{ ومَنْ يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون }.
{ يسألونك عن الساعة } أَي: السَّاعة التي يموت فيها الخلق. يعني: القيامة
نزلت في قريش قالت لمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: أسرَّ إلينا متى السَّاعة { إيَّان مرساها } متى
وقوها وثبوتها؟ { قل إنما علمها } العلم بوقتها ووقوعها { عند ربي لا يجليها
لوقتها إلاَّ هو } لا يظهرها في وقتها إلاَّ هو { ثقلت في السموات والأرض } ثقل
وقوعها وكَبًُر على أهل السَّموات والأرض لما فيها من الأهوال { لا تأتيكم إلاَّ
بغتة } فجأة { يسألونك كأنك حَفِيٌّ عنها } عالمٌ بها مسؤول عنها { قل إنما علمها
عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أنَّ علمها عند الله حين سألوا محمداً عن
ذلك.