{ وإذا لم تأتهم } يعني: أهل مكَّة { بآية } سألوكها { قالوا لولا اجتبيتها } اختلقتها
وأنشأتها من قبل نفسك { قل إنما أتبع ما يوحى إليَّ من ربي } أَيْ: لستُ آتي
بالآيات من قبل نفسي. { هذا } أَيْ: هذا القرآن الذي أتيتُ به { بصائر من ربكم }
حججٌ ودلائلُ تعود إلى الحقِّ.
{ وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } الآيةُ نزلت في تحريم
الكلام في الصَّلاة، وكانوا يتكلَّمون في الصَّلاة في بدء الأمر. وقيل: نزلت في
ترك الجهر بالقراءة وراء الإِمام. وقيل: نزلت في السُّكوت للخطبة، وقوله:
{ وأنصتوا } أَيْ: عمَّا يحرم من الكلام في الصَّلاة، أو عن رفع الصَّوت خلف
الإِمام، أو اسكتوا لاستماع الخطبة.
{ واذكر ربك في نفسك } يعني: القراءة في الصَّلاة { تضرُّعاً وخيفة } استكانةًَ لي
وخوفاً من عذابي { ودون الجهر } دون الرَّفع { من القول بالغدو والآصال } بالبُكُر
والعشيَّات. أُمر أن يقرأ في نفسه في صلاة الإِسرار، ودون الجهر فيما يرفع به
الصَّوت { ولا تكن من الغافلين } الذين لا يقرؤون في صلاتهم.
{ إنَّ الذين عند ربك } يعني: الملائكة، وهم بالقرب من رحمة الله { لا يستكبرون
عن عبادته } أَيْ: هم مع منزلتهم ودرجتهم يعبدون الله. كأنَّه قيل: مَنْ هو أكبر
منك أيُّها الإِنسان لا يستكبر عن عبادة الله { ويسبحونه } يُنزِّهونه عن السُّوء { وله
يسجدون }.