{ قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده } مَنْ حرَّم أن تلبسوا في طوافكم
ما يستركم { والطيبات من الرزق } يعني: ما حرَّموه على أنفسهم أيَّام حجِّهم { قل
هي } أَي: الطَّيِّبات من الرِّزق { للذين آمنوا في الحياة الدنيا } مباحةٌ لهم مع
اشتراك الكافرين معهم فيها في الدُّنيا، ثمَّ هي تخلص للمؤمنين يوم القيامة، وليس
للكافرين فيها شيء، وهو معنى قوله: { خالصة يوم القيامة } { كذلك نفصل
الآيات } نُفسِّر ما أحللت وما حرَّمت { لقومٍ يعلمون } أنِّي أنا الله لا شريك لي.
{ قل إنما حرَّم ربي الفواحش } الكبائر والقبائح { ما ظهر منها وما بطن } سرَّها
وعلانيتها { والإِثم } يعني: المعصية التي توجب الإِثم { والبغي } ظلم النَّاس،
وهو أن يطلب ما ليس له { وأن تشركوا بالله } تعدلوا به في العبادة { ما لم ينزل به
سلطاناً } لم ينزل كتاباً فيه حجَّةٌ { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } من أنَّه حرَّم
الحرث والأنعام، وأنَّ الملائكة بنات الله.
{ ولكلِّ أمة أجل } وقتٌ مضروبٌ لعذابهم وهلاكهم { فإذا جاء أجلهم } بالعذاب
{ لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } لا يتأخَّرون ولا يتقدَّمون حتى يُعذَّبوا.
{ يا بني آدم إمَّا يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي } فرائضي وأحكامي { فمن
اتقى } اتَّقاني وخافني { وأصلح } ما بيني وبينه { فلا خوف عليهم } إذا خاف
الخلق في القيامة { ولا هم يحزنون } إذا حزنوا.