{ولا تفسدوا في الأرض} بالشِّرك والمعاصي وسفك الدِّماء {بعد} إصلاح الله
إياها ببعث الرَّسول {وادعوه خوفاً} من عقابه {وطعماً} في ثوابه {إنَّ رحمة
الله} ثوابَ الله {قريب من المحسنين} وهم الذين يطيعون الله فيما أمر.
"وهو الذي يرسل الرياح نُشْراً" طيِّبة ليِّنة، من النَّشر وهو الرَّائحة الطَّيِّبة.
وقيل: مُتفرِّقةً في كلِّ جانبٍ، بمعنى المنتشرة {بين يدي رحمته} قدَّام مطره
{حتى إذا أقلَّت} أَيْ: حملت هذه الرِّياح {سحاباً ثقالاً} بما فيها من الماء سُقنا
السَّحاب {لبلد ميت} إلى مكان ليس فيه نباتٌ {فأنزلنا به} بذلك البلد {الماء
فأخرجنا} بذلك الماء {من كلَّ الثمرات كذلك نخرج الموتى} أَيْ: نحيي
الموتى مثل ذلك الإِحياء الذي وصفناه في البلد الميت {لعلكم تذكرون} لعلَّكم
بما بيَّنا تتَّعظون، فتستدلُّون على توحيد الله وقدرته على البعث، ثمَّ ضرب مثلاً
للمؤمن والكافر فقال:
{والبلد الطيب} يعني: العذبُ التُّراب {يخرج نباته بإذن ربه} وهذا مثل المؤمن
يسمع القرآن فينتفع به، ويحسن أثره عليه {والذي خبث} ترابه وأصله
{لا يخرج} نباته {إلاَّ نكداً} عسراً مُبطئاً، وهو مثل الكافر يسمع القرآن، ولا
يُؤثِّر فيه أثراً محموداً، كالبلد الخبيث لا يُؤثِّر فيه المطر {كذلك نصرِّف الآيات}
نبيِّنها {لقوم يشكرون} نِعَمَ الله ويطيعونه.