{ فما الَّذين كفروا } ما بالهم { قبلك مهطعين } يُديمون النَّظر إليك، ويتطلّعون
نحوك.
{ عن اليمين وعن الشمال } عن جوانبك { عزين } جماعاتٍ حلقاً حلقاً، وذلك
أنَّهم كانوا يجتمعون عنده، ويستهزئون به وبأصحابه، ويقولون: لئن دخل هؤلاء
الجنَّة فلندخلنَّها قبلهم. قال الله تعالى:
{ أيطمع كلُّ امرىءٍ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا } لا يدخلونها. { إنا خلقناهم
مما يعلمون } من ترابٍ ومن نطفةٍ، فلا يستوجب أحدٌ الجنة بشرفه وماله؛ لأنَّ
الخلق كلَّهم من أصلٍ واحدٍ، بل يستوجبونها بالطَّاعة.
{ فلا أقسم } "لا" صلة. يعني: أُقسم. وقوله:
{ وما نحن بمسبوقين } أَيْ: بمغلوبين، نظيره قد تقدَّم في سورة الواقعة.
{ فذرهم يخوضوا } في باطلهم { ويلعبوا } في دنياهم { حتى يُلاقوا يومهم الذي
يوعدون } نسختها آية القتال.
{ يوم يخرجون من الأجداث } القبور { سراعاً كأنهم إلى نصب } إلى شيءٍ
منصوبٍ من علمٍ أو رايةٍ { يوفضون } يُسرعون.
{ خاشعة أبصارهم } ذليلةً خاضعةً لا يرفعونها لذلَّتهم { ترهقهم ذلة } يغشاهم
هوان { ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } يعني: يوم القيامة.