{ وأنَّه تعالى جدُّ ربنا } أي: جلاله وعظمته عن أن يتَّخذ ولداً أو صاحبة.
{ وأنَّه كان يقول سفيهنا } جاهلنا { على الله شططاً } غلوَّاً في الكذب حتى يصفه
بالولد والصاحبة.
{ وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً } أي: كنَّا نظنُّهم صادقين في
أنَّ لله صاحبةً وولداً حتى سمعنا القرآن، وكنَّا نظنُّ أنَّ أحداً لا يكذب على الله.
انقطع هاهنا قول الجن. قال الله تعالى:
{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن } وذلك أنَّ الرَّجل في
الجاهليَّة كان إذا سافر فأمسى في الأرض القفر. قال: أعوذ بسيِّد هذا الوادي من
شرِّ سفهاء قومه، أَي: الجنِّ. يقول الله: { فزادوهم رهقاً } أَيْ: فزادوهم بهذا
التَّعوُّذ طغياناً، وذلك أنَّهم قالوا: سُدْنا الجنَّ والإِنس.
{ وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً } يقول: ظنَّ الجنُّ كما ظننتم أيُّها
الإِنس أن لا بعث يوم القيامة، وقالت الجنُّ:
{ وأنا لمسنا السماء } أَي: رُمْنَا استراق السَّمع فيها { فوجدناها ملئت حرساً
شديداً } من الملائكة { وشهباً } من النُّجوم. يريدون: حُرست بالنُّجوم من
استماعنا.
{ وأنا كنَّا } قبل ذلك { نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً
رصداً } أي: كواكب حفظةً تمنع من الاستماع.
{ وأنَّا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض } بحدوث رجم الكواكب { أم أراد بهم
ربهم رشداً } أَيْ: خيراً.
{ وأنا منا الصالحون } بعد استماع القرآن، أَيْ: بررةٌ أتقياءُ { ومنا دون ذلك } دون
البررة { كنا طرائق قدداً } أَيْ: أصنافاً مختلفين.