{ لواحة للبشر } محرّقةٌ للجلد حتى تُسوِّده.
{ عليها تسعة عشر } من الخزنة، الواحدة منهم يدفع بالدُّفعة الواحدة في جهنَّم أكثر
من ربيعة ومضر، فلمَّا نزلت هذه الآية قال بعض المشركين: أنا أكفيكم منهم
سبعة عشر، فاكفوني اثنين، فأنزل الله:
{ وما جعلنا أصحاب النار إلاَّ ملائكة } لا رجالاً، فمن ذا يغلب الملائكة؟ { وما
جعلنا عدتهم } عددهم في القلَّة { إلاَّ فتنة للذين كفروا } لأنَّهم قالوا: ما أعوان
محمَّدٍ إلاَّ تسعة عشر { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب } ليعلموا أنَّ ما أتى به
النبيُّ صلى الله عليه وسلم موافقٌ لما في كتبهم { ويزداد الذين آمنوا } لأنَّهم يُصدِّقون بما أتى به
الرَّسول عليه السَّلام، وبعدد خزنة النَّار { ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب
والمؤمنون } أَيْ: لا يشكُّون في أنَّ عددهم على ما أخبر به محمد عليه السَّلام
{ وليقول الذين في قلوبهم مرض } شكٌّ { والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً } أيُّ:
شيءٍ أراد الله بهذا العدد وتخصيصه؟ { كذلك } كما أضلَّهم الله بتكذيبهم { يضلُّ
الله مَنْ يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلاَّ هو } هذا جوابٌ لقولهم:
ما أعوانه إلاَّ تسعة عشر { وما هي } أي: النَّار { إلاَّ ذكرى للبشر } أَيْ: إنَّها
تُذكِّرهم في الدُّنيا النّار في الآخرة.
{ كلا } ليس الأمر على ما ذكروا من التَّكذيب له { والقمرِ } قسمٌ.
{ والليل إذ أدبر } جاء بعد النَّهار.
{ والصبح إذا أسفر } أضاء.
{ إنها لإِحدى الكبر } إنَّ سقر لإِِحدى الأمور العظام.
{ نذيراً } إنذاراً { للبشر }.
{ لمن شاء منكم أن يتقدَّم } فيما أُمِرَ به { أو يتأخر } عنه، فقد أُنذرتم.
{ كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينةٌ } مأخوذةٌ بعملها.
{ إلاَّ أصحاب اليمين } يعني: أهل الجنَّة فهم لا يُرتهنون بذنوبهم، ولكنَّ الله
يغفرها لهم. وقيل: أصحاب اليمين ها هنا أطفال المسلمين.