{ يسألونك عن الأنفال } الغنائم، لمَنْ هي؟ نزلت حين اختلفوا في غنائم بدر،
فقال الشُّبان: هي لنا؛ لأنَّا باشرنا الحرب، وقالت الأشياخ: كنَّا ردءاً لكم؛ لأنَّا
وقفنا في المصافِّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو انهزمتهم لانحزتم إلينا، فلا تذهبوا
بالغنائم دوننا، فأنزل الله تعالى: { قل الأنفال لله والرسول } يضعها حيث يشاء
من غير مشاركة فيها، فقسمها بينهم على السَّواء { فاتقوا الله } بطاعته واجتناب
معاصية { وأصلحوا ذات بينكم } حقيقة وصلكم، أَيْ: لا تَخَالفوا { وأطيعوا الله
ورسوله } سلِّموا لهما في الأنفال؛ فإنَّهما يحكمان فيها ما أرادا { إن كنتم
مؤمنين } ثمَّ وصف المؤمنين فقال:
{ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } أَيْ: المؤمن الذي إذا خُوِّف
بالله فرق قلبه، وانقاد لأمره { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً } تصديقاً ويقيناً
{ وعلى ربهم يتوكلون } بالله يثقون لا يرجون غيره.