{ وإن تولوا } أَبَوا أن يدعوا الشِّرك وقتال محمد { فاعلموا أنَّ الله مولاكم }
ناصركم يا معشر المؤمنين.
{ واعلموا أنما غنمتم من شيء } أخذتموه قسراً من الكفَّار { فَأَنَّ لله خمسه } هذا
تزيينٌ لافتتاح الكلام، ومصرف الخمس إلى حيث ذَكر، وهو قوله: { وللرسول }
كان له خمس الخمس يصنع فيه ما شاء، واليوم يُصرف إلى مصالح المسلمين
{ ولذي القربى } وهم بنو هاشم وبنو المطلب الذين حُرِّمت عليهم الصَّدقات
المفروضة، لهم خمس الخمس من الغنيمة { واليتامى } وهم أطفال المسلمين
الذين هلك آباؤهم، يُنفق عليهم من خُمس الخمس { والمساكين } وهم أهل
الحاجة والفاقة من المسلمين، لهم أيضاً خمس الخمس { وابن السبيل } المنقطع
به في سفره، فخمس الغنيمة يقسم على خمسة أخماس كما ذكره الله تعالى،
وأربعة أخماسها تكون للغانمين، وقوله: { إن كنتم آمنتم بالله } أَيْ: فافعلوا
ما أُمرتم به في الغنيمة إن كنتم آمنتم بالله { وما أنزلنا على عبدنا } يعني: هذه
السُّورة { يوم الفرقان } اليوم الذي فرَّقت به بين الحقِّ والباطل { يوم التقى
الجمعان } حزب الله، وحزب الشَّيطان { والله على كلِّ شيء قدير } إذ نصركم الله
وأنتم أقلَّةٌ أذلَّةٌ.