التفاسير

< >
عرض

لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
٦٨
فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٦٩
يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٧٠
وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٧١
-الأنفال

{ لولا كتاب من الله سبق } يا محمَّد أنَّ الغنائم وفداء الأسرى لك ولأمَّتك حلال { لَمَسَّكُمْ فيما أخذتم } من الفِداء { عذاب عظيم } فلمَّا نزل هذا أمسكوا أيديهم عمَّا أخذوا من الغنائم، فنزل:
{ فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله } بطاعته { إنَّ الله غفور } غفر لكم ما أخذتم من الفِداء { رحيم } رحمكم لأنَّكم أولياؤه.
{ يأ أيها النبيُّ قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً } إرادةً للإِسلام { يؤتكم خيراً مما أخذ منكم } من الفِداء. يعني: إِنْ أسلمتم وعلم الله إسلام قلوبكم أخلف عليكم خيراً ممَّا أُخذ منكم { ويغفر لكم } ما كان من كفركم وقتالكم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ وإن يريدوا خيانتك } وذلك أنَّهم قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: آمنَّا بك، ونشهد أنَّك رسول الله، فقال الله تعالى: إن خانوك وكان قولهم هذا خيانة { فقد خانوا الله من قبل } كفروا به { فأمكن منهم } المؤمنين ببدرٍ، وهذا تهديدٌ لهم إن عادوا إلى القتال { والله عليم } بخيانةٍ إن خانوها { حكيم } في تدبيره ومجازاته إيَّاهم.