{ على الأرائك ينظرون } أَيْ: إلى ما أعطاهم الله سبحانه من النَّعيم والكرامة.
{ تعرف في وجوههم نَضْرَةَ النعيم } أي: غضارته وبريقه.
{ يسقون من رحيق } وهو الخمر الصَّافية. { مختوم }.
{ ختامه مسك } يعني: إذا فني ما في الكأس وانقطع الشَّراب يختم ذلك الشَّراب
برائحة المسك. { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فليرغب الرَّاغبون بالمبادرة إلى
طاعة الله عزَّ وجلَّ.
{ ومزاجه } ومزاج ذلك الشَّراب { من تسنيم } وهو عينُ ماءٍ تجري في جنَّة عدنٍ،
وهي أعلى الجنَّات، ثمَّ فسَّره فقال:
{ عيناً يشرب بها المقربون } أَيْ: يشربها المُقرَّبون.
{ إنَّ الذين أجرموا } أشركوا: يعني: أبا جهلٍ وأصحابه { كانوا من الذين آمنوا }
من فقراء المؤمنين { يضحكون } استهزاءً بهم.
{ وإذا مروا بهم يتغامزون } يغمز بعضهم بعضاً ويشيرون إليهم.
{ وإذا انقلبوا } رجعوا { إلى أهلهم } أصحابهم وذويهم { انقلبوا فكهين }
مُعجبين بما هم فيه، يتفكَّهون بذكر المؤمنين.
{ وإذا رأوهم } رأوا المؤمنين { قالوا إنَّ هؤلاء لضالون }.
{ وما أرسلوا } يعني: الكفَّار { عليهم } على المؤمنين { حافظين } لأعمالهم
موكلين بأموالهم.
{ فاليوم } يعني: يوم القيامة { الذين آمنوا من الكفار يضحكون } كما ضحكوا
منهم في الدُّنيا.
{ على الأرائك ينظرون } إليهم كيف يُعذَّبون.
{ هل ثوِّب الكفار ما كانوا يفعلون } أي: هل جُوزوا بسخريتهم بالمؤمنين في
الدُّنيا؟