{ أرأيت الذي ينهى } يعني: أبا جهلٍ.
{ عبداً إذا صلى } وذلك أنَّه قال: لئن رأيتُ محمداً يصلي لأطأنَّ على رقبته،
ومعنى: أرأيتَ ها هنا تعجُّبٌ، وكذلك قوله:
{ أرأيت إن كان على الهدى }. { أو أمر بالتقوى }.
{ أرأيت إن كذب وتولى }. والمعنى: أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلَّى وهو على
الهدى آمرٌ بالتَّقوى، والنَّاهي كاذبٌ مُتولٍّ عن الذِّكرى، أَيْ: فما أعجب من ذا!
{ ألم يعلم } أبو جهلٍ { بأنَّ الله يرى } أَيْ: يراه ويعلم ما يفعله.
{ كلا } ردعٌ وزجرٌ { لئن لم ينته } عمَّا هو عليه من الكفر ومعاداة النبيِّ صلى الله عليه وسلم
{ لَنَسفعَنا بالناصية } لنجرَّن بناصيته إلى النَّار، ثمَّ وصف ناصيته، فقال:
{ ناصيةٍ كاذبة خاطئة } وتأويلها: صاحبُها كاذبٌ خاطىءٌ.
{ فليدع ناديه } فليستعن بأهل مجلسه، وذلك أنَّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لأملأنَّ
عليك هذا الوادي خيلاً جُرداً، ورجالاً مُرداً، فقال الله تعالى: { فليدع ناديه }.
{ سندع الزبانية } وهم الملائكة الغلاظ الشِّداد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دعا ناديه
لأخذته الزَّبانية عياناً"
{ كلا } ليس الأمر على ما عليه أبو جهلٍ { لا تطعه واسجد } وصلِّ { واقترب }
تقرّب إلى ربِّك بطاعته.