التفاسير

< >
عرض

وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ
٢٤١
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٢٤٢
أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَٰهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
٢٤٣
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٢٤٤
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
٢٤٥
-البقرة

النهر الماد

{ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ } ظاهره العموم كما ذهب.
وقرىء ألم تر بسكون الراء وقصة هؤلاء انهم قوم من بني إسرائيل أمروا بالجهاد فخافوا القتل فخرجوا من ديارهم فراراً من ذلك فاماتهم الله ليعرّفهم أنهم لا ينجيهم من الموت شيء.
{ ثُمَّ أَحْيَٰهُمْ } وأمرهم بالجهاد.
{ وَهُمْ أُلُوفٌ } جملة حالية وألوف جمع ألف وهو عدد معروف. والظاهر أنهم ألوف من غير تعيين ويجوز أن يراد به التكثير، أي وهم عالم كثير لا يكاد يحصيهم عاد. كما تقول: جئتك ألف مرة تريد التكثير لا حقيقة العدد.
"وحذر الموت" مفعول من أجله.
{ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ } أي على لسان نبي فيهم أو على لسان ملك. أو يكون كناية عن سرعة موتهم كأنهم مأمورون بذلك لسرعة القابلية. وفي الكلام حذف أي فماتوا والموت عبارة عن فراق أرواحهم لأجسادهم.
{ ثُمَّ أَحْيَٰهُمْ } يدل على تراخي إحيائهم وليس بموت الآجال بل هو حادث مما يحدث على المنكر كموت الذي مرّ على قرية وأتت هذه بين يدي الأمر بالقتال تشجيعاً للمؤمنين وحثا على الجهاد وإعلاماً بأن لا مفرّ من القضاء وتنبيهاً على النشأة الآخرة.
{ وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } ظاهره أنه خطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد في سبيل الله وعن ابن عباس أمر لأولئك الذين أحياهم الله بالجهاد.
{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } هذا على سبيل التمثيل والتقريب. والله الغني شبه عطاء المؤمن في الدنيا ما يرجوا ثوابه في الآخرة بالقرض، كما شبه بذل النفوس والأموال في أخذ الجنة بالبيع والشراء. ومن: مبتدأ. وإذا: اسم إشارة باق على إشارته، والذي: صفة له أو من، وذا مركبين بمعنى الاستفهام والذي: خبره، وقرضاً: مصدر على غير المصدر، أي إقراضاً، أو بمعنى المفعول أي مقروضاً حسناً. وحسنه إن كان مصدراً بطيب النية فيه وكونه بلا أذى ولا من وإن كان مفعولاً فبجودته وكثرته وطيب أصله. وقرىء { فَيُضَٰعِفَهُ } بالتشديد، وفيضاعفه بالألف. وقرىء بالرفع على الاستئناف أي فهو يضاعفه أو عطفاً على صلة الذي وبالنصب جواباً للاستفهام وإن كان الاستفهام هو عند المسند إليه الحكم لا عن الحكم خلافاً لمن منع النصب في ذلك وهو نظير من يدعوني فأستجيب له.
{ أَضْعَافاً } حال أو ضمن فيضاعف معنى فيصيره فيكون مفعولاً.
{ وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } أي يقتر ويوسع.