التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ
٦٠
-يونس

تيسير التفسير

{ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ علَى اللهِ الْكَذِبَ } هذا يتضمن وعيدا أَبهمه الله تهديدا وتهويلا { يَوْمَ الْقِيَامَةِ } متعلق بظن كما قرأَ عيسى ابن عمر وما ظن بصيغة الماضى على أَن الظن فى الدنيا أَو فى الآخرة، لتحقق الوقوع، فالظن يوم القيامة ومفعولا الظن محذوفان، أَى أَى شىءٍ ظنهم يوم القيامة أَنه لا يجازيهم على افترائِهم أَو يجازيهم جزاءً بسيرا، كلا لابد من الجزاءِ وشدته، أَو بمحذوف أَى ما ظنهم فى الدنيا أَنه لا يجازيهم يوم القيامة، وما استفهام على الجنس، وهو متعلق الظن وهو المظنون كأَنه لغرابته مجهول { إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } كلهم بالإِمهال والإِنعام والعقل الذى يميزون به بين الحق والباطل وإِنزال الكتب والرسل وبالصحة والرزق { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } هذا الفضل ومن شكره التدبر والعمل به، فالنعم التى هى للاهتداءِ سبب للضلال، والقرآن المنزل للتصديق سبب للوقوع فى الكذب.

إلى الماءِ يسعى من يغص بلقمة إِلى أَين يسعى من يغص بماءِ