التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَصْرِ
١
-العصر

تيسير التفسير

أقسم بوقت العصر لعظمه بوقوع صلاة العصر فيه وهى عظيمة الشأن كما أنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالذكر لمزيتها بعد العموم عند الجمهور وفى مصحف ابن مسعود وعائشة وحفصة والصلاة الوسطى صلاة العصر، وعنه - صلى الله عليه وسلم - "من فاتته صلاة العصر فكأنما أوتر ماله وأهله" ، وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - " شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأَ الله بيوتهم ناراً " وقيل العصر صلاة العصر تسمية للمظروف باسم ظرفه، وقيل هو على حذف مضاف وخصت بالفضل لأنها وقت تهافت الناس فى أشغالهم وتجارتهم وكسبهم فيعظم الأجر لمن صلاها مطمئناً فيها وقيل أقسم بذلك الوقت لخلق آدم فيها من يوم الجمعة وهو أبو البشر، وعن قتادة أقسم به كما أقسم بالضحى لما فيهما من دلائل القدرة وهما أول النهار وآخره وليس فى هذا أنه أقسم به لخلق آدم فيه وقد قيل يطلق العصر على البكرة وعلى العشية، وعن الزجاج يطلق على اليوم وعلى اليلة فيحتمل أنه أقسم بالبكرة أو بالعشية أو باليوم أو بالليلة وقيل المراد عصر النبوة أقسم بزمانه كما أقسم بمكانه فى قوله تعالى: { لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد } [البلد: 1 - 2] وذلك من حيث بعثه - صلى الله عليه وسلم - إلى أن مات وهو أفضل الأعصار، وقيل من حين ولد إلى يوم القيامة لأن ذلك زمانه وزمان أًُمته خير أُمة ووقت جريان شرعه ومقداره من الزمان من لدن خلق آدم مقدار وقت العصر من اليوم ففى البخارى عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول "إنما بقاءكم فيمن سلف قبلكم من الأُمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس" فتح الله تعالى النبوة بآدم الذى دخل الجنة وأكل منها ولم يكن فى بطن ولم يخرج من فرج وختمها بأَفضل الأًنبياءِ كنور الشجر وثماره المؤخرة عن أوراقها وأغصانها والمقصود بالذات من الشجرة ثمارها ونورها، وعن ابن عباس العصر الدهر أقسم الله تعالى به لاشتماله على العجائب وللتنبيه على نعمه ونقمه فيستعد العاقل لمجانبة الخسران قيل وللرد على من يضيف الحوادث إلى الزمان وفيه أنه لا دلالة فى السورة ولا فى العصر على ذلك وقيل التقدير ورب العصر.