التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ
١
-الكافرون

تيسير التفسير

نداء للعموم أو لكفار مخصوصين أعلمه الله تعالى أنهم أشقياء لا يؤمنون، الوليد بن المغيرة والحارث بن قيس والأسود بن عبد يغوث والعاصى بن وائل والأَسود بن المطلب بن أسد وأُمية بن خلف قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد، فيشفع الصالح عند الله منك أو منا فى المبطل وأخذ حظه مما أصاب من العبادة الحقة عند الله عز وجل، أو قالت عتاة من قريش من المستهزئين وأبى جهل ومن لم يؤمن: اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فقال معاذ الله أن أعبد غير الله تعالى فقالوا استلم بعض آلهتنا نعبد إلهك فقال لا، ومن قال مال النبى إلى مسحها ليسلموا فنهاه الله تعالى فترك فقد كفر، وفى رواية استلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك قال حتى أنظر ما أتى من ربى فأَنزل الله تعالى: قل يا أيها.. الخ وقوله حتى أنظر ما يأتينى من ربى موضوع إذ لا يتوقف حاشاه فى منع المسح ولذلك أسقط فى بعض الروايات كما سقط فى رواية أنهم قالوا للعباس لو استلم ابن أخيك بعض آلهتنا لصدقناه وآمنا بإلهه، وعلى كل حال فى ذلك نزلت السورة أو كان ذلك جميعاً فنزلت وعلى كل حال لما نزلت غدا إلى المسجد فقرأها عليهم وهم مجتمعون لم يخفهم ولم يكترث بهم بإذن الله عز وجل، فأيسوا واشتد إيذاؤهم للمؤمنين ولا مانع من أن يقع أحد الخبرين قبل الآخر فتنزل ويعاند أصحاب الخبر الآخر أو يرجعون أن يقبل رأيهم وكان خطابهم بالنداءِ أولاً ليقبلوا عليه ولا يفوتهم شىء مما يقول وكان النداء بالكافرون لا بمن كفروا أو يا أيها الذين كفروا لأن الكفر فيهم قديم راسخ أو لأَن المراد أشقياء مخصوصون لا يؤمنون أو للاختصار ليصل بسرعة إلى لفظ لا أعبد...الخ الذى هو المقصود بالذات ولأن الكفر كله ملة واحدة فى البطلان ولو قال يا أيها المشركون لاختص اللفظ على حسب الظاهر وعلى حسب الحال بمن يعبد الأصنام ولأن اسم الكفر أشد فى نفسه وأشد عليهم فى التعميم وفى عدم الاكتراث بالكافرين مطلقاً وفى الإياس منه.