التفاسير

< >
عرض

لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
٢
وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ
٣
وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ
٤
وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ
٥
-الكافرون

تيسير التفسير

القرآن مشتمل على الأمر والنهى وكل يتعلق بالقلب أو بالجارحة وذلك أربعة فكانت السورة بربع القرآن كما رواه الترمذى وأنس وفيه أن إذا زلزلت نصف وقل هو الله أحد ثلث والمعنى لا أعبد فى المستقبل ما تعبدون الآن من الأَصنام ولا أنتم عابدون فى المستقبل ما أعبد الآن وقبل وبعد فهو للاستمرار ولا أنا عابد فيما مضى ما عبدتم فيما مضى وما عبدتم فى وقت ما من الأَوقات ما أنا لم أزل عابداً له فى الماضى والحال والاستقبال ولم يعد طوافهم وحجهم وعمرتهم واستغفارهم عبادة لأَنها مصاحبة بالإشراك مخلوطة به ولا النافية مختصة بالاستقبال وما للحال لكن هذا غالب لا يطرد فقد تكون لا للحال ولا للاستقبال لقرينة، وقيل لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد للاستقبال ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد للحال وعكس الزجاج وقيل لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد للماضى وما بعده للمستقبل، وقيل لنفى ما اعتبره الكافرون وما بعده للنفى على العموم أى لا أعبد ما تعبدون رجاءَ أن تعبدوا الله تعالى ولا أنتم عابدون الله رجاءَ أن أعبد أصنامكم ولا أنا عابد أصنامكم لغرض ما ولا أنتم تعبدون الله لغرض ما أو المعنى ولا أعبد الأصنام التى تعبدون ولا أنتم عابدون الله هكذا وكأنهم قالوا نحن نعبد الله لكن مع غيره فقال ولا أنا عابد ما عبدتم...الخ، أى ولا أنا عابد فى وقت ما الإله الحق الخالص الذى أعبده، وهذا أنكى لهم من أن يقتصر على قوله لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد وعلى كل وجه لا تكرير فى الآية وذكر الله تعالى بلفظ ما اسماً موصولاً أو نكرة موصوفة إشارة إلى الصفة بل قد تكون ما للعالم بلا تأويل كما حكى عن سيبويه وقيل مشتركة بين العالم وغيره وضعا، وقيل فى الأوليين بمعنى الذى أو نكرة موصوفة وفى الأُخريين مصدرية أى لا أعبد الذى تعبدونه أو إلهاً تعبدونه ولا أنتم عابدون الذى أعبده أو إلهاً أعبده ولا أنا عابد عبادتكم، أى مثلها فى الشك أو الشرك، لا أنتم عابدون عبادتى أى مثل عبادتى فى اليقين والتوحيد.