التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
١٩
-هود

تيسير التفسير

{ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ } دين الإِسلام يعرضون عنه أَو يمنعون الناس عنه بالتكذيب والشبه، وإِطلاق سبيل الله على دينه تعالى فى القرآن مجاز استعارى، وفى كلامنا حقيقة عرفية عامة، وقد يقال بأَنه فيه حقيقة عرفية خاصة وذلك لتكرره فيه { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } يطلبون له عوجاً فحذف الجار قبل الهاءِ، أَو يصرفونها بالعوج وإِطلاق الطلب على الوصف إِطلاق للسبب على المسبب، أَو ينسبونها للعوج، فحذفه قبل عوجاً، والأَخفش يقيس ذلك وعلى عدم قياسه يكون شاذاً قياساً، فصيحاً استعمالا، والعوج الانحراف عن الحق، والسبيل يؤَنث كما هنا ويذكر، وقد قيل يبغون أَهلها بأَن يعوجوا بالردة، وقيل يطلبونها معوجة { وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ } تأْكيد لفظى { كَافِرُونَ } وقدم بالآخرة على كافرون على طريق الاهتمام وللفاصلة لا للحصر، لأَنهم كفروا بغير الآخرة أَيضاً، نعم تقديم هم يلوح إِلى اختصاصهم بالكفر بالآخرة كما يقال: أَنا سعيت فى حاجتك بمعنى لا غيرى كأَنَّ كفر غيرهم بها فى جنب كفرهم ليس بكفر.