التفاسير

< >
عرض

إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ
٩٧
-هود

تيسير التفسير

{ إِلَى فِرْعَونَ وَمَلِئِهِ } ولم يتبعوا أمر موسى، وهو الحق من الله بل اتبعوا أَمر فرعون وهو الباطل كما قال { فَاتَّبِعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ } لا أَمر موسى مع أَنه معجز واضح أَو الأَمر ضد النهى، أَى اتبعوا أَمر فرعون لهم بالكفر وعلى كل حال لا حجة له وفساده، لا يخفى، وتركوا ما لموسى بحجة وظهور، والمراد استمروا على أَمر فرعون أَو حدوث كفر لهم لأَن كفرهم بموسى اتباعا لفرعون فى كفره به غير كفرهم قبل بعثه { وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ } واحد الأُمور أَو ضد النهى إِذ يأْمرهم بالكفر أَو أَمره طريقة فى الديانة وهى أَنه ينفى الصانع والمعاد، ويقول لا إِله للعالم بل يجب على أَهل كل بلد أَن يشتغلوا بطاعة سلطانهم، وهذا شأْن الدهرية فهو دهرى، ولا يخفى أَن هذا مكابرة للدلائل والعقل فنفى الله الرشد عنه وأَكد النفى بالباءِ فى قوله { بِرَشِيدٍ } بصواب والأَصل بذى رشد فهو للنسب لأَن فاعل الرشاد الذات وليس أَمر فرعون يفعل رشادا فينفى عنه وإِنما أُسند إِليه بتقدير مضاف كما رأَيت ولو فسرناه بمرشد بكسر الشين أَو فتحها لاحتاج أَيضا أَن نقول إِسناد الإِرشاد إِليه مجاز من إِسناد ما للذات إِلى ملابسهاوهو الرشاد بأَن يقال على التجوز ما أَمره مرشداً لغيره أَو ما صيره غيره رشيدا، وعلى كل حال أَمره سفه وضلال حيث ادعى الأًلوهية مع حدوثه وعجزه.