التفاسير

< >
عرض

وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ٱلْمَرْفُودُ
٩٩
-هود

تيسير التفسير

{ وَأُتْبِعُوا } أَى القوم أَو الملأُ { فِى هَذِهِ } أَى فى هذه الدار الدنيا أَى القريبة الزوال، ولو ذكر الدنيا بهذا اللفظ وجعلناه بمعنى هذا الزمان السابق على الآخرة تعين أنه عطف بيان أو بدل ولم يجر النعت لأَن الدنيا حينئِذ كالعلم والعلم لا ينعت به، وذلك حيث ذكرت الدنيا مع هذه { لعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ } بالنصب مع عطفه على المجرور لأَنه مع نصبه هو فى معنى فى يوم القيامة أَى يلعنون فى الدنيا والآخرة، أَى طردوا فى الدنيا عن الرحمة بالهلاك وبالخذلان قبله، وفى الآخرة بلعن الملائِكة والعذاب أَو اللعن فى الدنيا لعن الخلائِق لهم والمراد جعلت اللعنة تابعة لهم فى الدنيا والآخرة، فلعنه مفعول أَول والواو ثان ناب عن المفعول، وجعل اللعنة كشخص تابع لآخر، ليقذفه فى هوة وهو غافل عنه والماضى تغليب لخذلان الدنيا وإِلا فيوم القيامة مستقبل اللعنة أَو نزله منزلة الواقع وعبر عنه مع الواقع بلفظ المضى وفيه الجمع بين الحقيقة والمجاز { بِئْسَ الرِّفْدُ } العطاءُ{ الْمَرْفُودُ } المعطى والمراد اللعنة سميت عطاءً تهكما بهم ويطلق الرفد أَيضاً على العون كأَنه قيل بئْس العون المعان فإِن لعنتهم فى الدنيا أُعينت بلعنتهم فى الآخرة أَو بالعكس كما يسند الشىءُ على غيره تعميدا عليه، وأَصل الرفد ما يسند على غيره ليكون عمدة له، وأَيضاً زيادة السوءِ فى أَعمالهم إِعانة لهم على ما سبق من السوءِ، وأَيضا هلاكهم زيادة فى ضلالهم بمناسبته لأَعمالهم واللعنة فى الدنيا مدد لعذاب الآخرة والمخصوص محذوف أَى بئْس الرفد المرفود رفدهم أَو لعنتهم.