التفاسير

< >
عرض

وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً
٢
-النصر

تيسير التفسير

{ وَرَأيْتَ النَّاسَ } أى العرب كأهل مكة والطائف وهوازن واليمن من أهل الأوثان وقيل المراد أهل اليمن قال - صلى الله عليه وسلم - "الله أكبر الله أكبر جاءَ نصر الله والفتح وجاءَ أهل اليمن قيل يا رسول الله ما أهل اليمن أى ما شأنهم قال رقيقو القلوب، الفقه يمان والحكمة يمانية" . وفى رواية الإيمان يمان والحكمة يمانية وهو على ظاهره.
{ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفْوَاجاً } الخطاب للنبى - صلى الله عليه وسلم - أولى من أن يجعل لكل من يصلح له على العموم البدلى والرؤية بصرية مجازية أو بمعنى المعرفة فإنه لا مانع منه ولو منعه أبو حيان ومر كلام فيه فهى على الوجهين متعدية لواحد ويدخلون حال أو بمعنى العلم فتعدى لاثنين ثانيهما يدخلون والفوج الجماعة المارة المسرعة أو مطلق الجماعة وجمعه على أفعال قياس، لأَنه معل العين ولو جمع على أفعل لثقلت الضمة على الواو كأثوب بالضم وأفواجاً حال من واو يدخلون والسورة مدنية والمدنى ما بعد الهجرة ولو قبل الوصول أو فى السفر أو فى مكة بعدها ونزولها قريب من موته - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت السورة قال لفاطمة رضى الله عنها نعيت إلى نفسى، فبكت ثم ضحكت فقيل لها فقالت أخبرنى أنه نعيت إليه نفسه فبكيت وأخبرنى أنى أول أهله لحوقاً به فضحكت، وبين حجة الوداع وموته - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشهر ونيف، وعن قتادة مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول إذا جاءَ نصر الله والفتح بسنتين، وقيل نزلت بعد انصرافه من خيبر وعليه فأَكثر من سنتين لأَن وقعة خيبر كانت سنة سبع أواخر المحرم، وعن ابن عباس آخر سورة نزلت تامة بمرة إِذا جاءَ نصر الله والله أعلم، كان الناس يسلمون آحاد وثناء وثلاثا ولما كان الفتح كانوا يسلمون جماعات عظاماً وما مات - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ بعد إسلام العرب كلهم كما قال أبو عمر يوسف بن عبد البر الأَنصارى إلاَّ بنى تعلب فإنهم بقوا على نصرانيتهم إلى أن دخلهم رجل من المغاربة وذكر الإسلام فكادوا يقتلونه وهم أن أشد على السلطان من نصارى العجم ولم يقتل أحداً إلاَّ عبد الله بن خطل، لأَنه أسلم فبعثه مصدقاً وله مولى مسلم يخدمه أمره أن يذبح تيساً فيطعمه ونام واستيقظ ولم يفعل شيئاً فقتله وارتد وقتل أمة له تغنيه بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحويرث بن نقيد بن وهب وكان يؤذيه بمكة وقيس بن صبابة لقتله الأنصارى الذى قتل أخاه خطأَ ولردته وأمر بقتل سارة مولاة لبنى عبد المطلب وكانت تؤذيه بمكة فتغيبت حتى استؤمن لها فأَمنها وبقتل عكرمة بن أبى جهل فهرب إلى البحر فجاءَت به زوجه فأَمنه - صلى الله عليه وسلم - وأمر بقتل عبد الله بن سعد بن أبى سرح لأَنه إرتد فغيبه عثمان أخوه من الرضاعة حتى أمنه - صلى الله عليه وسلم - وكانت العرب تقول إن غلب محمد قومه أسلمنا فلما فتح مكة قالوا أهلك الله عنها أصحاب الفيل فما فتحها إلاَّ أنه نبى فأَسلموا ما بين قادمين ومرسلى الوفد حتى أنه اسلم من اليمن سبعمائة رجل بمرة وافدين بأَنفسهم وعمن وراءَهم لكن وصلوا جماعة جماعة فهم أفواج وقلوبهم لينة أسلموا بلا سيف.