التفاسير

< >
عرض

مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
٢
-المسد

تيسير التفسير

{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ } الخ ما نافية والمفعول به محذوف أى ما أغنى عنه ماله شيئاً أى ما دفع عنه ضراً عند توجه الهلاك إليه أو استفهامية واقعة على الضر مفعول به مقدم أى ضر أغنى عنه أى دفع عنه أو واقعه على الإغناء مفعول أى أى إغناءِ أغنى عنه والمراد ماله الذى ورث.
{ وَمَا كَسَبَ } المال الذى اكتسبه بالتجر أو غيره أو ماله أصل ماله وما كسب من ربح أو ما أغنى عنه ماله الموروث وماله المكسوب هذا هو المراد بماله وقوله وما كسب معناه ما كسب من الكيد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو من عمله الذى يظنه طاعة تنفعه. قال الله تعالى:
{ { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً } [الفرقان: 23] أو المراد ماله الموروث والمكسوب وما كسبه من الولد وكان يقول أفدى نفسى بمالى وولدى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أفضل ما أكلتم من كسبكم وإن اولادكم من كسبكم" كما فى الترمذى، وكان له ثلاثة أولاد عتيبة بالتصغير مات كافراً وكان أصغرهم وعتبة أكبرهم ومتعب أوسطهم أسلما يوم الفتح وشهدا حنيناً والطائف وسر - صلى الله عليه وسلم - بلإسلامهما ودعا لهما وكانت أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند عتيبة بالتصغير وأختها رقية عند أخيه عتبة قبل تحريم نكاح المسلمة للمشرك ولما نزلت السورة فى ذم أبى لهب وولده عتيبة على أنه المراد بما كسب عزم عليهما أن يطلقاهما ففعلا وقال عتيبة بالتصغير يا محمد إنى كافر بالنجم إِذا هوى وبالذى دنا فتدلى وثقل إليه - صلى الله عليه وسلم - ولم تصبه فقال اللهم سلط عليه كلباً من كلابك وسافر مع أبيه إلى الشام فنزلوا منزلاً وقال لهم راهب هناك هذه أرض مسبعة، فقال أبو لهب يا معشر قريش أغيثونى خفت على ولدى دعاءَ محمد فجعلوه تحت جدار الراهب وأحاطوه بأنفسهم وإبلهم ليلاً فقتله سبع فما سمعوا منه إِلاَّ صياحة فهذا تباب ولده فى الدنيا وأما تبابه هو فيها فإِن الله عز وجل رماه بالعدسة بعد بدر بسبع ليال فاجتنبه أهله وكانت تتقى كالطاعون وبقى ثلاثا بعد موته لم يدفن فأنتن وخافوا العارفأستأجروا بعض السودان فاحتملوه ودفنوه ويروى حفروا له حفرة فأَلقوه فيها بالخشب وقذفوه بالحجارة حتى واروه وقيل أسندوه لحائط وقذفوا عليه الحجارة من خلف حتى توراى ويجوز أن يكون ما كسب شاملاً للجاه والمال ويجوز أن تكون ما مصدرية والمراد كسب المال او الولد ففى الحديث "أفضل ما يأكل الإنسان من كسبه وولده من كسبه" وأن تكون نافية أى وما كسب شيئاً ينفعه عند الله عز وجل أو استفهامية.