التفاسير

< >
عرض

فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ
٥
-المسد

تيسير التفسير

{ فِي جِيِدَهَا } خبر مقدم أى فى عنقها.
{ حَبْلٌ } مبتدأ مؤخر.
{ مِّن مَّسَدِ } نعت لحبل والجملة حال من ضمير حمالة والمسد ما مسد أى فتل فتلاً شديداً من ليف المقل أو من أى ليف كان وهو أصح أو من ليف شجر باليمن يسمى المسد وقد يكون من جلد أو شعر او وبر وإنما حسن ذمها بحمل الحطب لأَنه علاوة على وقرى ذنوبها ويجوز أن يكون بالمعنى أنها فى جهنم على صورة حمالة الحطب فى جيدها حبل من مسد إلاَّ أن حطبها من نار شجر الزقوم أو من الضريع وحبلها مما مسد من سلاسل النار كما يعذب الجانى من جنس جنايته فالحبل مستعار للسلسة تدخل السلسلة من فيها وتخرج من دبرها وهى سبعون ذراعاً ويلوى باقيها على عنقها ولم يقل فى عنقها لكثرة استعمال الجيد فى مقام الزينة فتهكم عليها بأن زينتها حبل من مسد وقال امرأته لازوجه تحقيراً لها وبحث بذكر امرأة فى نحو وامرأته قائمة وامرأة عمران ويجاب بأَن المقام للذم فناسب ذكر امرأة لا ذكر زوج، وقيل فى عنقها جوهرة من أنواع الجواهر حلفت لتنفقنها فى عداوة محمد، وقيل قلادة من ودع وقيل خرزات ففى عنقها فى النار قلادة من حديد ممسودة وتضمن ذلك ذمها بالبخل إذ كان لها هذا المال ولم تستغن عن حمل الحطب ومما يقال ماتت مخنوقة بحبل حزمة الحطب استراحت على حجر وفى جيدها حبل رابط لحزمة الحطب فجبده ملك من خلفها وتنكير مسد للتنويع أى من مسد من أنواع المسد والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.