التفاسير

< >
عرض

مِن شَرِّ مَا خَلَقَ
٢
-الفلق

تيسير التفسير

{ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } الشر هنا المضرة فهو اسم غير وصف وإضافته للاستغراق وما اسم موصوف والرابط محذوف أى ما خلقه ولا حاجة إلى جعلها مصدرية لأن هذا المصدر لا يبقى على حاله بل يؤول باسم مفعول هكذا من شر خلقه أى من شر مخلوقه ومخلوقه هو نفس ما خلقه فمصدريتها تكلف لا داعى إليه، وإن قيل الخلق يطلق على معنى المخلوق فى كثير من العبارات هكذا لأَنه موضوع له بلا ملاحظة معنى أنه مصدر بمعنى مفعول كالمصادر التى تغلبت عليها الاسمية قلت المصدر الذى يدعى هنا يكون على أصله وإلاَّ لم يكن لكون ما مصدرية معنى وشر ما خلق مضرة الدنيا والدين ومضرة القبر والبعث والموقف والنار وشر النفس والإنس والجن والدواب والطير والذنوب والخسف والغرق والصاعقة وغير ذلك والحفرة ونار الدنيا مما جاءَ على يد الملائكة أو غيرهم وشر الليل وشر النفث وشر الحسد المذكورات بعد تخصيصاً بعد تعميم وقد أمرنا بقتل الدواب المؤذية. ولا يجوز مسالمة الحية والعقرب ونحوهما برقية ولا بغيرها ولا سيما إن كانت الرقية بما لا يجوز، ومن يسترق مثلاً فيقبضها ولا تضره فقد فعل محرماً من جهة أنه سالم من أمر بقتله والواجب عليه قتلها، ومن جهة أنه استرقى بما لا يعرف معناه أو عرفه وليس اسماً لله عز وجل وأجاز بعض أن يكون شر اسم تفضيل ويراد إبليس لأَن السحر لا يتم إلاَّ به وبجنوده لأن كل مضرة دينية هو السبب لها وكذا كثير من من المضار الدنيوية.