التفاسير

< >
عرض

وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّاهِدِينَ
٢٠
-يوسف

تيسير التفسير

{ وَشَروهُ } باعوه، عطف على أَسروه والضمير للوارد ومن معه باعوه فى مصر، واشتروه من إِخوته، وعليه، فالشراءُ مقابل البيع، أَوللإخوة بأَمره للوارد ومن معه لما رأَوه ضربوه وشتموه وقالوا: هذا عبد أَبق منا، فاشتراه مالك بن ذعر { بِثَمَنٍ بَخْسٍ } مبخوس لزيفه بنحاس مثلا أَو لنقصه وزنا، أَو لزيفه ونقصه معا، أَو لكونه ثمن حر وهو حرام، والحرام بخس أَى ناقصة البركة { دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ } بدل من ثمن، ومعنى معدودة قليلة، قيل: كانوا يزنون ما بلغ الأُوقية ويعدون ما دونها، والأُوقية أَربعون درهما، قيل: كان عشرين درهما، وقيل: اثنين وعشرين، وعلى كل حال هو مِمَّا يعد لأَنه دون الأُوقية { وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } فيه متعلق بالزاهدين، ويناسبه القول بأَن أَل فى الأَوصاف حرف تعريف،ولو كانت للزم تقدم معمول الصلة عليها، ويجاب بأَن الظرف يتوسع فيه، أَو يقدر، وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين، أَى من جملة الزاهدين، أَو من الزاهدين فيه من الزاهدين، والثانى توكيد،والزهد فى الشىءِ وعنه الإعراض عنه، فإِن كان الضمير لإِخوته فإِعراضهم ظاهر؛ لأَنهم أَرادوا إِهلاكه، فهو عندهم هين يباع ببخس، ويقال: باعوه وقالوا لمشتريه قيده إِنه أَبق، فقيده، وإِن كان للوارد ومن معه، والشراء بمعنى البيع فزهدهم لأَنهم التقطوه، والملتقط لشىء يبادر البيع بما وجد لئَلا ينتزع منه، وإِن كان بمعنى الشراءِ ضد البيع فالزهد فيه لقول إِخوته الباقين له إِنه أَبق فلا يحرصون فى شرائِه بثمن غال.