التفاسير

< >
عرض

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣٦
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ رَبِّ إِنَّهُنَّ } سأَلتك العصمة منهن لأَنهن فهذا تعليل جملى لقوله: اجنبنى { أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ } أَسند الإضلال إلى السبب، وحقيقته أضل الشيطان بهن كثيرا، أَو أَضل الله بهن كثيراً، كما ورد: " { يضل من يشاء } "[الرعد: 27]" { ومن يضلل فلن تجد } "[النساء: 88] إلخ، وشبههن بالعاقل المغوى، وأشار إلى التشبيه بإِثبات الإضلال، وكان بضمير الإناث لأنهن إناث كاللات والعزى ومناة، وجمع الضمير لأَن الأَصنام جمع قلة لغير العقلاء، وإِذا أَجمعت بلفظ الذكور العقلاءِ فباعتبار اعتقادهم عظمتها { فَمَنْ تَبِعنِى } على التوحيد والعمل بمقتضاه { فَإِنَّهُ مِنِّى } من أَهل دينى، أَى يثاب بالخير كما أُثاب ويمنع من السوءِ، أَو من أهل ولايتى أَو من أَهل حيى فإِنه بعضى لا ينفك عنى فى أمر الدين وأمر الآخرة { ومَنْ عَصَانِى } خالفنى فى دينى بالشرك، التقدير فتاب بدليل قوله: { فَإِنَّكَ غَفُورٌ } له { رَّحِيمٌ } أو غفور له رحيم بهدايته إلى دينك وإمهاله إلى أن يتوب، وليس من حكمة الله أن يغفر الشرك أو الكبيرة مع الاستمرار، وهذا الدعاءُ قبل أَن يعلم أَن الدعاءَ بالغفران للمشرك لا يجوز كما استغفر لأَبيه.