التفاسير

< >
عرض

الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ
١
-الحجر

تيسير التفسير

{ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الر } لا يعلم معناه إلا الله. أَو أَحرف من أوائِل أَسماء الله. الله لطيف رحيم، أَو تنبيه للوحى بذكر أَسماءِ الحروف الهمزة واللام والراء بمعنى تنبيه إلى كلام يوحى إليه مركب من نوع هذه الحروف، ومع ذلك هو معجز ليس كسائِر الحروف، وفى ذلك معجزة إِذ علم صلى الله عليه وسلم أَسماءَ الحروف مع أَنه لم يتعلم فإِن من لم يتعلم ا ب ت ث لا يعرف أَسماءَ الحروف لو قلت له: أَلف أَو ياءَ أَو تاءَ أَو ثاء فقد يثبت أَنه قال: بين السين ولا تغور الميم ومد الرحمن، أَو اسم لسورة؛ أَى اقرأَ هذه الأحرف أى استعد لنوعها، أَو هذه سورة أَو اقرأْها أَو استعد لقراءَة ذلك.
{ تِلْكَ } الإشارة إلى السورة أَو إلى آياتها، فإِنه تجوز الإشارة إلى ما يوجد بعد كما تجوز إلى ما وجد لاستحضاره بكونه معلوما. وبعض القرآن قرآن فلا يعارض بقوله: وقرآن، أَو إِلى ما فى اللوح المحفوظ، وإلى جميع آيات القرآن { آيَاتُ الْكِتَابِ } المعهود أو الكامل أو الكتب كلها فإنه هى، فخم بتعريف الكتاب بتنكير قرآن فى قوله: { وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ } عكس ما فى النمل إِذ فخم فيه بتعريف قرآن ثم بتنكير كتاب تفننا فى العبارة البليغة، والعطف تنزيل لتغاير الصفات منزلة تغاير الذات فى آيات السورة، والمؤلف الجامع للكمال حتى كأَن غيره ناقص ولا نقص، أَو لكونه كالكتب كلها، ولكونه مقرونا بعضه ببعض كآية إِيمان بآية كفر، أَو متلوا ظاهر المعنى والإِعجاز والبلاغة من أبان اللازم، أَو مظهر للصواب من الخطإِ والفرائِض وما يحتاج إِليه من أَبان المتعدى.