التفاسير

< >
عرض

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢١
-الحجر

تيسير التفسير

{ وَإِنْ مِّنْ شَىْءٍ } نوع ما { إلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ } أَفراده المخزونة أو مقدراته، شبه بالمواضع التى تخرن فيها الأشياءُ، والجمع باعتبار المعلقات، وهى ما تتأَثر فيه القدرة، وإِلا فقدرته واحدة بمعنى أن وجوده ناف للعجز عن شىءٍ، والخزائِن استعارة للقدرة، ووجه الشبه مطلق الاشتمال، اشتمال الخزانة محسوس، واشتمال القدرة معقول يوجد الله كل ما شاءَ لوقته بما لا كلفه، كما لا كلفه لنا فيما خزنا، أَو شبه مقدراته بالأَشياءِ المخزونة، أَو الخزائِن المفاتيح سميت باسم الآلة التى يتوصل إلى ما فيها ثم أَطلقها على ما تتسبب عنه المقدرات كالماءِ والريح، والشمس للثمار، ويجوز أَن يراد بالشىءِ الأَفراد، أَى لا موجود عندكم إِلا قدرنا على أَضعافه التى لا تتناهى ودخل فى النوع والفرد المذكورين المطر وتخصيص الآية به سهو وسببه قوله { وَمَا نُنزِّلُهُ } ما نخرجه من العدم إلى الوجود { إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعلُومٍ } اقتضته الحكمة، وقوله: وأَنبتنا، وقوله: معايش، وليس ذلك دليلا، ولا يصح دعوى تخصيص بلا دليل وعن جعفر ابن محمد بن على بن أَبى طالب عن أَبيه محمد بن على: أَن الخزائن جميع ما خلق الله فى البر والبحر مرسوم فى العرش، والقدر المعلوم ما عينه الله واختاره من الجائزات القادر هو عليها كلها على حسب المصالح، والتنزيل بمعنى الإِخراج يلائِم الخزائِن فهو ترشيح للاستعارة أو للتشبيه.